للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له ابراهيم: أما علمت أن إبراهيم أمير أفريقية يقتل عبد الله قاضيها؟

فقال: يذكر ذلك، ولكن لست ذلك الأمير، هو ابنك، ولست أنا ذلك القاضي، هو غيرى.

فقدر أن الخبر بعد هذا صدق في أبي العباس عبد الله بن طالب القاضي، قتله الأمير ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم بعد هذا مسمومًا في سجنه، وسيأتي ذكر ذلك ان شاء الله تعالى بعد هذا.

***

قال ابن غانم: دخلت مجلس ابراهيم بن الأغلب، اذ أشرف علينا ابراهيم، فقام اليه من كان في البيت غيرى، فجلس مغضبًا، ثم قال لى: يا أبا عبد الرحمن! ما منعك أن تقوم كما قام اخوانك؟

فقلت: أيها الأمير، حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله : من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار؛

فنكس ابراهيم رأسه وأطرق.

***

ومر رياح بن يزيد الزاهد، وبيده قسط زيت، على ابن غانم، وهو قاض، فقال له ابن غانم: أحمله لك.

فقال رياح: شأنك، فرفع القسط اليه، وجعل يشق به مجامع الناس، فسلك حوانيت البزازين حتى انتهى الى داره، فقال له رياح: انما فعلت هذا لأنه بلغنى أنك تجد بنفسك، فأحببت أن أضع منك؛

فجزاه ابن غانم خيرًا.