قال: أصلحك الله، لم يطمع الرجل فيك وقام ليذهب، فخشيت أن يذهب بجهالة فأفتيته بما أعلم من مذهبك.
فقال له مالك: عجلت.
* * *
قال سحنون: كان مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن دينار يختلفون إلى ابن هرمز فيسألونه، فيجيب مالكا وعبد العزيز، ولا يجيب الآخر، فتعرض له ابن دينار، وقال له: لم تستحل مالا يحل لك؟ وذكر له القصة.
فقال له: إنى كبرت سنى، وأخاف أن يكون خالطني في عقلى مثل الذي خالطني في جسمى، ومالك وعبد العزيز فقيهان عالمان يسألان عن الشيء فأجيبهما، فما رأياه من حق قبلاه، وما رأياه من خطأ تركاه، وأنت وذووك ما أحبتكم به قبلتموه.