لقد ادخرت لكم الأقدار الإلاهية يا مولاى هذه المنقبة الجليلة، فمن المعلوم أنه قد كانت هنالك من قبل محاولات متعددة لطبع هذا الكتاب، ولكن ذلك لم يتم إلا في عهدكم، وعلى يدكم، وتنفيذًا لأمركم، وقد تم طبع ما طبع منه حتى الآن، محققًا تحقيقًا علميًّا منهجيًا، وسيكون ذلك نفس الشأن بالنسبة للأجزاء الباقية منه، إن شاء الله.
وإن الأصداء التي تصل من كل جهة، سواء في الداخل أو الخارج، لتدل دلالة قوية على أن تحقيق هذا الكتاب وطبعه، قد كان لهما الأثر المحمود، والنفع البالغ، مما أطلق الألسنة في كل مكان بالثناء عليكم والدعاء لجلالتكم بالتوفيق والسداد.
***
وبالإضافة إلى كل ما تقدم، فقد كان لاهتمام جلالتكم بهذا الكتاب، وأمركم بتحقيقه وطبعه وتوزيعه، فضل إثارة الانتباه إليه على مدى واسع، فاشتغل الناس به هنا وهناك، وتساءلوا عنه، وطلبوه، وربما يكون من شأن ذلك أن يدفع دور النشر إلى إعادة طبعه؛
والفضل في ذلك كله إنما هو لكم يا مولاى، فأنتم الذي دللتم على هذا الخير، وسننتم هذه السنة، والدال على الخير كفاعله، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
***
وسلام على حضرتكم العالية بالله يا مولاى، وأعانكم الله، وسدد خطاكم، وحفظكم ذخرًا للإسلام والمسلمين، وحفظ سمو ولى عهدكم، وأنجالكم الكرام، بما حفظ به الذكر الحكيم إنه سميع مجيب الدعوات.