للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: إذا هممت بأمر من طاعة الله، فلا تحبسه إن استطعت، فواقا (١٣٠)، حتى تمضيه، فإنك لا تأمن الاحداث، فإذا ما هممت بغير ذلك، فإن استطعت أن لا تمضيه فواقا فافعل، لعل الله يحدث لك تركه، ولا تستحى إذا دعيت لأمر ليس بحق أن تقول: قال الله في كتابه: "والله لا يستحيى من الحق" (١٣١)، وطهر ثيابك وأنقها من معاصى الله، وعليك بمعالى الأمور وكرائمها، واتق رذائلها وما يسفسف منها، فإن الله يحب معالى الأخلاق ويكره سفاسفها، وأكثر تلاوة القرآن، واجتهد أن لا تأتى عليك ساعة من ليل أو نهار إلا ولسانك رطب من ذكر الله، ولا تمكن الناس من نفسك، واذهب حيث شئت.

وقال: ما أسر عبد سريرة بخير إلا ألبسه الله رداءها، ولا أسر سريرة بشر إلا ألبسه الله رداءها.

وقال مالك للقعنبي: مهما تلاعبت بشيء فلا تلعب بدينك.

وقال لابنى أخته: إن أحببتما أن ينفعكما الله بهذا الأمر فأقلا منه وتفقها (١٣٢) فيه.

وقال: ما أكثر أحد قط فأفلح.

وقال ابن وهب: قال لي مالك: أنه لم يكن يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما أبدا، ومن الذل إهانة العلم عند من لا يطيعك.

قال ابن نافع: قال مالك (١٣٣) كل شيء ينفع فضله إلا الكلام.

قال مطرف: وكان مالك إذا ودعه أحد من طلبة العلم عنده، يقول لهم: اتقوا الله في هذا العلم، ولا تنزلوا به دار مضيعة، وبثوه ولا تكتموه.


(١٣٠) الفواق: بفتح الفاء، الوقت بين الحلبتين، والوقت بين قبضتي الحالب للضرع يعني فلا تتأخر في إنجازه ولو وقتا يسيرا - وفى نسخة م: فرقا.
(١٣١) الآية ٥٣ من سورة الأحزاب - وفى الأصل: إن الله لا يستحيي من الحق.
(١٣٢) أ: وتفقها - ك: وتفهما.
(١٣٣) ما بين خطين مائلين ساقط من أ.