للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال لبعض بنى أخيه: إذا تعلمت علما من طاعة الله، فلير عليك أثره، ولير فيك سمته، وتعلم لذلك العلم الذي تعلمته السكينة والحلم والوقار.

وقال: حقا (١٢٠) على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة (١٢١) وخشية، وأن يكون متبعا لآثار من مضى، وينبغي لأهل العلم أن يجلوا أنفسهم عن المزاح، وخاصة (١٢٢) إذا ذكروا العلم.

وقال: أدب الله القرآن، وأدب رسوله السنة، وأدب الصالحين الفقه.

وقال: لا يستكمل الرجل الإيمان حتى يخزن لسانه.

وقال لبعض أصحابه: لا تكثر الشخوص من بيتك إلا لأمر لابد لك منه، ولا تجلس في مجلس لا تستفيد فيه علما.

وقال سفيان: دخلت على مالك فقلت له: إن العلم كثير، فقال العلم شجرة أصلها بمكة، وأغصانها بالمدينة وأوراقها بالعراق، وثمرها بخراسان، فقال: اكتب يا غلام! فهذا من طرائف مالك.

قال الزبيرى: قلت لمالك: إن من الناس من آمرهم فيطيعونني، ومنهم من أن أمرتهم أتأذى منهم (١٢٣)، الشعراء يهجونني والمسلطون (١٢٤) يضربونني ويحبسونني، فكيف أصنع؟

قال: إن خفت وظننت أنهم لا يطيعونك، فدع، وأنكر بقلبك، ولك في ذلك سعة، ومن لم تخش منه فأمره وانهه، وخاصة إذا أردت به وجه الله ، فانك إذا كنت كذلك، لم تر من الله إلا خيرا، وبخاصة إذا كان فيك شيء من لين، ألا ترى


(١٢٠) حقا: كذا في جميع النسخ التي رجعنا إليها، ولعل الصواب: حق.
(١٢١) ما بين خطين مائلين ساقط من نسخة أ.
(١٢٢) أ: أن يجلوا أنفسهم عن المزاح وخاصة … - ك: أن يخلوا أنفسهم من المزاح وبخاصة …
(١٢٣) ك: ومنهم من أن أمرتهم أتاذى منهم - أ: وفيهم من أن أمرتهم لم يأذن منهم.
(١٢٤) أ، ط: والمسلطون - ك، م: والشاطرون.