للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسأل رجل مالكا عن شيء من علم الباطن، فغضب وقال:

- أن علم الباطن لا يعرفه إلا من عرف علم الظاهر، فمتى عرف علم الظاهر وعمل به فتح الله عليه علم الباطن، ولا يكون ذلك إلا مع فتح قلبه وتنويره.

ثم قال * للرجل: عليك بالبين المحض، وإياك وبنيات الطرق (٧١)، وعليك بما تعرف واترك ما لا تعرف.

قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول إذا جاءه بعض أهل الأهواء:

أما أنا فعلى بينة من ربى، وأما أنت فشاك، فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه.

ثم قرأ: "قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة" (٧٢) الآية.

قال مطرف: سمعت مالكا إذا ذكر عنده فلان من أهل الزيغ والأهواء يقول:

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: سن رسول الله وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد بعد هؤلاء تبديلها ولا النظر في شيء يخالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

وكان مالك إذا حدث بهذا ارتج سرورا.

وسأل رجل مالكا فقال: من أهل السنة يا أبا عبد الله؟

قال: الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمى ولا رافضي ولا قدرى.


(٧١) أ: عليك بالبين المحض وإياك وبنيات الطرق - ك: عليك بالدين المحض وإياك وبنيات الطريق.
(٧٢) الآية ١٠٨ من سورة يوسف.