للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من البيت، فقال لي: ما كان أبوك يقول في كذا؟ فأخبرته، فقال: وما كانت حجته؟ فأعلمته.

وجعل يسألني عن أشياء من مذهب أبي حنيفة وعن حجته، ثم قال: سل فسألته (٤٧) فأجابنى، فلما خرجت عاد أصحابه إلى مجالسهم.

قال الحسن بن الربيع البوارى (٤٨): كنت على باب مالك، فنادى مناديه: ليدخل أهل الحجاز، فما دخل الاهم، ثم نادى في أهل الشام، ثم في أهل العراق، فكنت آخر من دخل وفينا حماد بن أبي حنيفة فقال: السلام عليكم ورحمة الله.

قال: فأومأ إليه الناس بأيديهم أن اسكت، فقال: أفي الصلاة نحن فلا نتكلم؟

فسمعت مالكا يقول: أستخير (٤٩) الله، مرتين، ثم قال: أخبرنا نافع، فحدث بعشرين حديثا، ثم قال: أخرجوهم، فأخذتنا المقارع.

قال الشافعي: قرأت الموطأ على مالك، ولم يكن يقرأ عليه إلا من فهم العلم، وجالس أهله، وكنت قد سمعت من ابن عيينة والزنجي وغيرهم من المكيين، ولم يبلغ أحد في العلم مبلغ مالك، لحفظه وإتقانه وصيانته.

قال عبد الله بن مطيع: أتينا مالكا فحدثنا بأحاديث، فاستزدناه، فقال: حسب، فأخذتنا المقارع.

وسأل رجل مالكا عن مسألة فلم يجبه، فقال له: لم لم تجبني؟ فقال: لو سألت عما تنتفع به أجبتك.


(٤٧) ساقط من أ.
(٤٨) في الخلاصة: الحسن بن الربيع البوراني: توفي سنة ١٢١، انظر الخلاصة للخزرجي صفحة ٧٨.
(٤٩) أ: استخير الله - ك: استخيروا الله.