وسمع الناس منه كثيرًا، ودرس المدونة؛ فيمن سمع عليه: القاضي عبود بن سعيد، وأبو اسحاق بن جعفر؛ قال (عياض): وخالاي أبو عبد الله، وأبو محمد ابنا الجوزي، وجماعة من أهل طنجة وغيرهم؛ وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
وبيتهم بيت علم وجلالة، كان أخوه أبو الحسن علي بن عبد الملك من فقهاء طنجة وحفاظها؛ ويقال: أنه سمع مسائل من مروان، ولأخيه علي بنون قضاة: عبد الله بن علي، ولي قضاء غرناطة مدة، ثم استعفى فعوفي منها؛ وولي قضاء تلمسان، فبقي بها قاضيًا إلى أن مات، وكان ولي قبل - قضاء الجزيرة؛ وعبد الرحمان كان فقيهًا حافظًا، ولي قضاء مكناسة مدة كبيرة، وبقي إلى أن مات.
وترك ابنه علي بن عبد الرحمان، هو الآن - عام ثلاثين (١) وخمسمائة - على تلمسان موضع عمه.
وأما الفقيه مروان، فكان له بنون نجباء حفاظ، منهم: ابنه عبد الخالق - أكبرهم، ولي قضاء طنجة مكان أبيه، فمات فيها، وكان محمود السيرة؛ وأخوه عبد الوهاب ولي بعده قضاء طنجة، وكان لا يخاف في الله لومة لائم - إلى أن مات فيها:
(١) من هنا نستفيد أن تأليف ابن حمادة لمختصر المدارك، كان فى حدود سنة (٥٨٠ هـ).