للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أرزن الناس وأسكنهم طائرا [١]، وأمتعهم مجلسا- قبل أن يهاج! وكان سريع الغضب، تبدو منه عند ذلك بوادر [٢]، لا يضبط كلامه عند ذلك؛ وكان ذا منزلة عظيمة في النسك والفقه، والتقشف، والمشاورة في الاحكام.

ورحل الى المشرق، فحج وجاور واتسع في الرواية، وسكن مدينة النبي ، وشوور بها، فكان يفخر بذلك على أصحابه؛ وكان كثير الانتزاع لكتاب الله، حاضر الجواب في ذلك.

وحكى عنه أنه قال: لما حججت وانصرفت، وصلت برقة فرأيت قائلا يقول لي [٣] في النوم: يا محمد، ارجع فحج، فإنك لم تحج؛ ففكرت في العلة، فوجدت المال الذي العلة، أنفقته فيه شيء، فتبرأت من بقيته، ورجعت أخدم في سقاء الماء وغيره، حق حججت مرة ثانية؛ فلما بلغت، برقة، رأيت في المنام ذلك القائل بعينه يقول لي: قد قبل الله [٤] حجك.


[١] طائرا: ط ن - ا.
[٢] بوادر: ا ط. نوادر: ن.
[٣] لي: اط - ن.
[٤] الله: ا - ط ن.