للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عمار في رسالته - وذكره فقال -: كان إمامًا في كل علم، نافذًا في علم الأصول، مقطوعًا بفضله وإمامته.

ولما دخل بغداد، شاع أن فقيهًا من أهل المغرب مالكيًا قدم، فقال الناس: لسنا ذراه إلا عند القاضي أبي بكر الباقلاني، وهو إذ ذاك شيخ المالكية بالعراق وإمام الناس، فنهض من أهل بغداد جماعة لمجلس [١] القاضي [٢] أبي بكر - ومعه أصحابه، وأبو عمران؛ فجرت مسائل حتى استأنسوا، ثم سأله رجل شافعي عن مسألة من الاستحقاق، فأجابه أبو عمران بجواب صحيح مجرد، فطالبه السائل بالحجة عليه؛ فأطرق الشيخ أبو عمران، فرفع رأسه شاب من أهل بغداد من المالكية؛ فقال للسائل: أصلحك الله، هذا شيخ من كبار شيوخنا، ومن الجفاء أن تكلفه المناظرة من أول وهلة، ولكن أنا أخدمه في نصرة هذه المسألة، وأنوب


[١] لمجلس: ا ط، بمجلس: ن.
[٢] القاضي ا ن - ط.