للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمغرب والاندلس عند أبي الحسن القابسي، وأبي محمد الأصيلي، كانا عالمين بالأصول؛ فلما حضرت مجلس القاضي أبي بكر، ورأيت كلامه في الأصول والفقه مع المؤلف والمخالف، حقرت نفسي وقلت لا أعلم من العلم شيئًا، ورجعت عنده كالمبتدئ، وتفقه عنده [١] القاضي أبو محمد بن نصر، وعلق عنه؛ وحكي في كتبه [٢] ما شاهد من مناظرته في الفقه بين يدي ولي العهد ببغداد للمخالفين.

قال أبو بكر الخطيب [٣]: كان أعرف الناس بعلم الكلام، وأحسنهم فيه خاطرًا، وأجودهم لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأصحهم عبارة؛ وحكي أن أبا بكر [٤] الخوارزمي كان يقول: كل مصنف ببغداد، إنما ينقل من كتب الناس، الا القاضي أبا بكر، فان صدره يحوي علمه وعلم الناس.

وقال علي بن محمد الحنائي (١) [٥]: كان القاضي أبو بكر يهم بأن يختصر ما يصنفه فلا يقدر، لسعة علمه وحفظه، وما صنف أحد كلامًا، الا احتاج أن يطالع كتب المخالفين، غير أبي بكر، فان جميع ما يذكر من حفظه؛ وكان أبو محمد


[١] عنه: ن - ا ط.
[٢] كتبه: ا ن، كتابه: ط.
[٣] الخطيب: ا، بن الخطيب - بزيادة (بن): ط ن.
[٤] أبا بكر: ط ن، أبو بكر: ا.
[٥] الحربي: ط، الحولي: ا، الجدي: ن.