للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه. وروى عنه أنه قال: لو لا أني نويت عقد الصلاة بمقامى [١] هذا، لدفن بغير صلاة، وليست بأشد عقوباته، يريد لتقديمه على الأمة صبيا لم يدرك الحلم، فنميت هذه الكلمات إلى ابن أبي عامر فمقته وكان صادعا بالحق، لا تأخذه في الله [٢] لومة لائم، فثقل مكانه عليه، ولم يزل ابن أبي عامر يسعى في توهين أمره، ويتعرض أحكامه، وينقض قضاياه؛ وفطن هو لذلك، فخفف وطأته، ودارى [٣] سلطانه [٤] شهورا - إلى أن وقع في العلة التي توفي منها فمات وذلك يوم الاثنين لخمس أو ست بقين من جمادى الأولى [٥] سنة سبع وستين وثلاثمائة، - مستورا لم يمسسه سوء، وسنه خمس وستون، مولده سنة اثنين وثلاثمائة، فلما نعي إلى ابن أبي عامر، قال: هل سمعتم بالذي عاش ما شاء، ومات حين شاء، فقد رأيناه [٦]، وهو هذا!

أخوه منذر بن إسحاق أبو الحكم، كان أسن من أخيه، وكان مشاورا بقرطبة.

وابنه أبو الوليد عبد الله بن محمد كان سليمان المستعين قدمه للشورى في الفتنة تنويها بمكانه، ولم يكن لذلك أهلا، وتوفي سنة اثنتين [٧] وأربعمائة.


[١] بمقامي: ط م. بمقام: أ.
[٢] في الله، ط م فيه: أ.
[٣] وداري: م. ودار، أ ط.
[٤] سلطانه، أ م. سلطته، ط.
[٥] (وفي كتاب الاحتفال: جمادى الآخرة): م - أط.
[٦] فقد رأيناه: أ م. فلقد رأيته، ط.
[٧] اثنتين: م. اثنين: أ ط.