للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنت يقتدى بك، فقال له مسرة، فمن [١] اين هذه الدراعة التي عليك وعليه مرقعة بخرق المزابل. فقال: له [٢] أصلها منذ ثلاثين سنة، عملتها لى أختى بموضع كذا كشفت عن أصله، فقال مرة موضع السراف أنت يا أبا إسحاق ورجل مجنون - يعني لتضييقه على نفسه وتتبعه غاية الأمور التي ليست لها غاية. فقال له أبو إسحاق، صدقت. كذلك [٣] كان معلمى يقول لى: إنك مجنون. ثم أقيمت الصلاة فقدم مسرة أبا إسحاق ثم أتى بالجنازة - فقدمه أيضا - وكان الميت ابن أخي مسرة. فلما فرغا. جرى بينهما حديث ودعاء، وتوادعا. وتصافحا. وكان كل واحد منهما يجل قدر صاحبه ويعرف له [٤] فضله. قال اللبيدي: فما علمت أنهما اجتمعا بعد ذلك اليوم مات أبو إسحاق. ومات مسرة بعده بنحو ثمان سنين. قال: وكنت عنده قبل موته بثلاث سنين حتى جاءه رجل فقال: رأيت البارحة أبا إسحاق في المنام واقفا. فصاح ثلاث صيحات، يا مسرة. يا مسرة. يا مسرة. فبكى مرة فقال، أما ثلاث ساعات فقد ذهبت وأراني أموت إلى ثلاثة أيام. أو ثلاثة أشهر [٥]. أو ثلاث سنين. فورخنا الرؤيا. فمات لثلاث سنين .

وتوفي [٦] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة [٧] (٣٢٤).


[١] فمن، أ م. من، ط.
[٢] له. أ م - ط.
[٣] كذلك. أ - ط م.
[٤] له، ط - أ م.
[٥] أشهر، أ. شهور، ط م.
[٦] وتوفى، أ. توفى، ط م.
[٧] وسبعين، أ. وتسعين، ط م. وهو الذي في شجرة النور.