للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحكمة، قال أبو القاسم: وكان أبو إسحاق: قلما يترك ثلاث كلمات كن الخير كله: اتبع لا تبتدع، اتضع لا ترتفع، من ورع لم يتسع. وكثيرا ما يقول: خمسة تعاونوا على هلاك ابن آدم المسكين: مؤمن يحسده، وكافر يرصده، وشيطان مارد، ودنيا حاضرة، ونفس [١] أمارة بالسوء، فكيف [٢] بالخلاص؟ وكان يقول: أقرب شيء ما عند الله، وأبعد شيء ما عند الناس. وكان يقول: إذا رأيت الشاب قذرا في شبيبته، فإذا كبر يكون شيخ سوء. ويقول: إذا رأتك زوجتك وولدك وخادمك تعصي الله، كان أول من يذلك هم. وقيل له يوما: ما أقل من يأكل حلالًا [٣]؟ فقال: ما أقل من يكسب حلالا والدار يكون فيها من الأهلين العشرة وأكثر [٤]. يتقلب لهم [٥] المسكين الساعي عليهم، فيأكلونها وهم لا يعلمون من أين هي حلا، ويكسبها المسكين حراما وحلالا.

قال أبو الحسن القابسي: لما خرجنا [٦] عنه، هربت من يد صبي دابة كان يمسكها لنا، فقلت: أعطوها لصبي لا يقوم بها فضاعت، فقال لي أبو إسحاق قد اغتبته، فقلت له: وصفته بحاله وقلة مقدرته، وفي السنة ما يبيح ذلك؛ فقال: وأين هو؟ قلت: قوله للتي شاورته في النكاح، أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له. فقال لي: ليس في هذا حجة، لأن المستشار مؤتمن، وأيضا، فإنما [٧] شاورته لتنكح، فرأيه [٨] يدخلها في النكاح أو


[١] ونفس: أ ط. وانفس: م.
[٢] فكيف: أ ط. وكيف: م.
[٣] حلالا: أ. الحلال: ط م.
[٤] العشرة وأكثر: أ ط. والعشيرة وأكثر: م.
[٥] يتقلب لهم لهم: ط م. يتقلدهم: أ.
[٦] خرجنا عنه: ط م - أ.
[٧] فانما: أ. انما: ط م.
[٨] فرأيه: أ ط. برأيه: م.