للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والى البلد وأخفوه، فاجتهد [١] في طلب جسده، وبذل السلطان عليه مالا، فما وجد له أثر [٢]، دكرك الله به الأرض، وسلم السنى.

قال التستري [٣]: ووصل إلينا حمى الترجمان، وطلب من أهل موضعنا خمرا، فقالوا له: ما بهذا البلد أحد يشربها، لانا [٤] بجوار هذا العابد - يعنون أبا إسحاق، فقال: من العابد؟ أنا أخرج قلبه على رمحي، ما يعرف هو غير مولاه - يعني السلطان، فمضى أهل القرية يبكون [٥] إلى أبي إسحاق فعرفوه، وقالوا [٦]: إنا خائفون على أنفسنا وحريمنا، وقد تركوا معه أحدهم يلاطفه، فوجدوا أبا إسحاق مستقبل [٧] القبلة، فدعا بدعاء عظيم، ثم قال: تكفوا [٨] مؤنته - إن شاء الله لا يدخل إليكم أبدا؛ قال أبو القاسم: فرجعوا ورجعت معهم، فوجدناه قد شد على خيله متوجها إلى الجبل، فسقط في [٩] جرف، وسقط عليه فرسه فمات. قال أبو إسحاق: ورأينا منه ما [١٠] يضيق بوسعه الكتاب.

ومر به صاحب خبر السلطان وهو يؤذن، فقال له: يا منافق، كم تصد عن دعوة مولانا، فلما قضى الشيخ أذانه، قال: أذلك الله يا فاسق - على يد من أعززت [١١] به، فنقم عليه السلطان شيئا، وضربه [١٢] خمسمائة سوط وصلبه حيا، فكان يقول: دواء مجرب من أحب أن يضرب خمسمائة سوط ويصلب حيا، فليسب الجبنياني.


[١] فاجتهد: أ ط، فاجتهدوا: م.
[٢] اثر: أ ط. اثرا: م.
[٣] التستري: أ ط. اللبيدي: م.
[٤] لانا: أ ط. لأننا: م.
[٥] يبكون: أ ط. يشكون: م.
[٦] وقالوا: أ ط. فقالوا: م.
[٧] مستقبل القبلة: أ ط، مستقبلا: م.
[٨] تكفوا: أ ط. تكفون: م.
[٩] في: أ ط. من: م.
[١٠] الم: أ ط. لم: م.
[١١] أعزرت: أ ط. أعتزرت: م.
[١٢] وضربه: أ ط. فضربه: م.