للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأبهري بالجلوس مع الشيخ، وقرئ كتاب [١] الصداق، وأمر الملك بوضعه في يدي الأبهري والشهادة فيه، ثم كتب الناس بعده، فلما تمت الشهادات، أدخل الناس إلى مجلس [٢] الطعام، قال الأبهرى: فوجدت فرصة للنهوض [٣]، فسلمت على الملك [٤] وانصرفت ولم آكل لهم طعاما.

قال ابن فطيس: وجدت بخط الأبهرى: الدين عز والعلم كنز والحلم حرز والتوكل قوة.

ومن أخباره قال: دخلت جامع طرطوس، وجلست بسارية من سواريه، فجاءني رجل فقال لى: إن كنت تقرأ، فهذه حلقة قرآن، وإن كنت مقرئا، فاجلس يقرأ عليك، وإن كنت فقيهًا. فاجلس يحلق عليك، وإن كنت متفقها، فهذه مجالس الفقه قم إليها، فإن أحدا لا يجلس في جامعنا دون شغل.

ذكر الفقيه أبو مروان القرطبي [٥] في كتابه عنه أنه قال: اجتمعنا في جماعة من أهل العلم والصلاح، وقد تناظر رجل من أهل السنة مع رجل معتزلي، فطال بينهما الكلام فجاء المساء، ولم يظهر أحدهما على صاحبه، فقال السنى: هذا مجلس [٦] انقضى على غير فلج، وقد حضرنا قوم صالحون، فلنخلص الدعاء للمحق منا بأن يثبت القرآن في صدره وينسيه المبطل، فدعونا، قال الأبهرى، فأقر لي [٧] المعتزلي بعد ذلك أنه نسى القرآن حتى كأنه ما رآه قط.

وحكى البرقاني عنه قال [٨]: كنت جالسا عند يحيى بن صاعد المحدث، فجاءته امرأة فقالت له: أيها الشيخ، ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت،


[١] كتاب: م.
[٢] مجالسا. أ. م. مجلس: ط.
[٣] للنهوض، أ ط. إلى النهوض. م.
[٤] الملك، أم الأمير، ط.
[٥] أبو مروان القرطبي: أ. أبو مروان بن مالك القرطبي، ط. أبو مالك مروان بن مالك القرطبي: م.
[٦] مجلس، ط م. يوم: أ.
[٧] لي: أ م - ط.
[٨] قال: ط - أ م.