للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن يحيى بن الحذاء: كل [١] أصحابنا كان له صبوة ما خلاه، فإني عرفته صغيرا زاهدا.

وقال أبو محمد [٢] الباجي: من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة - إن شاء الله - فلينظر إلى ابن أبي دليم.

وكان يأبى من الإسماع - إلى أن توفي أصحابه، فجلس للناس [٣] قبل موته بثلاثة أعوام، فسمع منه عالم كثير.

وكان ضرورة [٤] لا يأتي [٥] النساء، ولم يتداو قط، ولا احتجم (١٥٦).

قال محمد بن يحيى: كان محمد بن محمد [٦] من خيار الناس وعلمائهم.

قال ابن عفيف: كان من أهل العلم الواسع، والفضل البارع، معدودا في النساك الصالحين، وكان هو وعبد الله بن المعيطي أشهر الناس عدالة بقرطبة، وكان لا يرى أن يسمى طالب العلم فقيها حتى يكتهل ويكمل سنه ويقوى نظره، ويبرع في حفظ الرأي، ورواية الحديث، ويبصره ويميز طبقات رجاله، ويحكم عقد الوثائق، ويعرف عللها، ويطالع الاختلاف، ويعرف مذاهب العلماء، والتفسير. ومعاني القرآن، فحينئذ يستحق [٧] أن يسمى فقيها، وإلا فاسم الطالب أليق به.

وكان ناحل [٨] الجسم، قاسح الجلدة، لا يتألم من عض البراغيث، ويعجب ممن يقلق منها.


[١] كل: ط، وكل: أ م، كان: ط م، كانت: أ.
[٢] محمد: م - أ ط.
[٣] للناس: أ ط - م.
[٤] صرورة: أ ط، حصورا، م.
[٥] يأتي: ط، يطأ: أ م.
[٦] محمد بن محمد: أ ط - م.
[٧] يستحق ا ن: ا م - ط.
[٨] ناحل: أ ط. نحيل: م.