للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واللؤلؤي كان المنوه [١] بابن زرب - أولا [٢]، والمسبب له المال - في حكاية طويلة في كتب تواريخ الأندلسيين، فعد [٣] في دهاة الفقهاء.

وكان اللؤلؤي - آخر عمره [٤] لا يفتي بالتدمية، ولا يقول بها، لقصة غريبة جرت له مع بعض جيرانه بالبادية، وذلك [٥] أن جارا له ذا دهاء [٦]، كان له حقل أرض مداخل لحقل اللؤلؤي، يكرم عليه، ويود لو جمعه لحقله، فلا يزال اللؤلؤي يسأل صاحبه أن يبيعه منه [٧]، أو يعاوضه به بكل حيلة، فلا يجيبه، إلى أن اعتل صاحب الحقل، فعاده اللؤلؤي، فأظهر الرجل من السرور بعيادته، والشكر له ما أطمعه في قضاء حاجته، فكلمه في ذلك، ورغب إليه في تصييره له، فأظهر له الاسعاف بذلك، وقال له: أحضر من شئت من الفقهاء أشهدهم على بيعي منك إياه، إلى أن استبل [٨] (٩٠) (فتبلغ ما تحبه، فسر بذلك) [٩]، فقال له فاجيء بما يحضرني من الثمن، فقال الرجل: سبحان الله يا فقيه؟ على مثلها من الحال أقبض مالا؟ لو كان عندي مال لأودعتكه، وكنت أصون له [١٠] من ذريتي.

فسر بقوله، وطمع فيه، وانطلق فجاء بعدة من الفقهاء أصحابه، فأدخلهم عليه، فإذا به قد أظهر [١١] انهداد قوته، وضعف منطقه، فدنا الفقيه منه فقال: أبا فلان [١٢]، أشهد الفقهاء - حفظهم الله - على بيعك مني.


[١] المنوه، أ ط، المناقب: م.
[٢] بابن زرب أولا، ط م. اولا بابن زرب، أ.
[٣] فعد: أ ط، يعد: م.
[٤] آخر عمره، أ ط، في آخر عمره: م.
[٥] وذلك، أ م، ذلك، ط.
[٦] ذا دهاء، أ ط - م.
[٧] به، أ، منه، ط م.
[٨] استبل، أ، استقل، ط. اشتغل: م.
[٩] (فتبلغ … فسر بذلك): م - أ ط.
[١٠] اصون له: ط، احرز له، أ. أحرى: م.
[١١] اظهر: م. مكن: أ. سكن: ط.
[١٢] ابا فلان، أ ط. يا فلان: م.