للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

با بلاغنا رسالته بأهون من افحاشك، وعرضت لنا بانكاره، ففهمنا عنك، وأجبناك عنه بما يجب؛ فكنت تزين على السلطان، ولا تفشي، سره، وتستحينا قليلا، فلا تستقبلنا [١] بما استقبلتنا به؛ فنحن نعلم أن أمير المومنين -أيده الله- لا يتمادى على هذا [٢] الرأى فينا، وأنه سيراجع بصيرته في تعزيزنا، فلو كنا عنده على الحالة التي وصفتها عنه -ونعوذ بالله من ذلك- لبطل عليه كل ما صنعه وعقده، وحله من أول خلافته إلى هذا الوقت، فما ثبت له كتاب حرب ولا سلم، ولا بيع ولا شراء، ولا صدقة ولا حبس، ولا هبة؛ ولا عتق ولا غير ذلك إلا بشهادتنا، هذا ما عندنا والسلام.

ثم قام هو وأصحابه منصرفين، فلم يبعدوا إلى باب القصر الأول إلا والرسل خلفهم، يصرفونهم [٣] إلى مواضعهم [٤] من بيت الوزارة، فتلقوهم بالاعظام والاعتذار مما كان من صاحبهم المخاطب لهم، وقالوا [٥] لهم: أمير المومنين يعتذر إليكم من موجدته: ويعلمكم بندمه على ما فرط، وأنه مستبصر في اعذاركم وقد أمر لكل واحد منكم بصلة وكسوة، علامة لرضاه عنكم؛ فدعوا له واثنوا عليه، وانصرفوا أعزة، وبقي في صدر الخليفة من هذا الحبس حزة [٦].

وبلغ ابن لبابة هذا الخبر على وجهه، فرفع إلى الناصر أنه [٧] يغض من [٨] أصحابه الفقهاء، ويقول: إنهم حجروا عليه واسعا، ولو كان حاضرهم [٩] لما سلف،


[١] تستقبلنا، ط م. تقابلنا: أ.
[٢] هذا: أ م، فهذا: ط.
[٣] بصرفهم: ط م، يصرفهم: أ.
[٤] مواضعهم: ط م، موضعهم: أ.
[٥] وقالوا: أ. وقال: ط م.
[٦] حزة: ط م، حرة: أ.
[٧] انه: م - أ ط.
[٨] من: أ م، في: ط.
[٩] حاضرهم: أ ط. حاضرا لهم: م.