للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن مات، فوجموا [١] وسكتوا، فحول الشيخ إليهم وجهه [٢] وقال: مات أبو حفص؟ قلنا [٣]: نعم، أصلحك الله وجبر مصابك [٤].

فثنى الجزء على إبهامه، ثم حول وجهه وهو في مكانه وقال: رحمك الله يا بني، فلقد [٥] كنت صواما (قواما): حافظا لكتاب الله، عالما بسنة رسوله الله [٦]: ولقد طمعت أن أكون في صحيفتك، فالحمد لله الذي جعلك في صحيفتي.

ثم قال: خذوا في شأنه، وأقبل على مصحفه.

قال ابن شبلون: لما مات وغسل وكفن - وأبو عبد الله أبوه حاضر، وأبو سعيد ابن أخى هشام، وأبو الأزهر بن معتب، وأبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد بن التبان، وغيرهم من أهل العلم، قال الغاسل لأبيه: ما أعظمها من مصيبة!

فقال له [٧]: لا تفعل، ثواب الله تعالى أعظم وخير منه.

ولقيه المهدي فقال: عظم المصاب [٨] بأبي حفص، فقال: ثواب الله أعظم [٩].

ثم قال أبوه: رحمك الله أبا حفص [١٠]، لقد [١١] كنت مباركا علينا في دنيانا - وأخرانا، أما دنيانا، فكان قوتنا يجرى على يديك، وأما أخرانا، فكنت أقول لعلي أكون في صحيفتك، فقد صرت في صحيفتي.

وعزاه فيه السبائي، فقال له: يا أبا عبد الله أنت كنت تريد أبا حفص للدنيا، وأنا كنت أريده للآخرة، فأنا أحق بالتعزية منك.


[١] فوجموا: ط م - أ.
[٢] إليهم وجهه: أ ط، وجهه إليهم: م.
[٣] قلنا: أ ط، فقلنا: م.
[٤] مصابك: ط م، مصابه: أ.
[٥] فلقد: أ ط. لقد: م.
[٦] رسول الله: أ م، رسوله: ط.
[٧] له: م - أ ط.
[٨] عظم المصاب: أ م. عظم الله المصاب: ط.
[٩] اعظم: أ ط - م.
[١٠] أبا حفص: أ ط. يا أبا حفص: م.
[١١] فلقد: أ ط. ولقد: م.