للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمع وهو [١] يقرأ عند خروج نفسه: "إن المتقين في جنات ونهر (٣٠) " - الآية.

وسمع في نزعه يقول: لا يا عدو الله، حتى يردوا الرداء.

فقيل له: ما هذا؟.

قال: إبليس عند رأسي يقول: نجوت [٢] مني.

عمر بن عبد الله بن يزيد [٣]، المعروف بابن الإمام الصدفي أبو حفص قال المالكي: كان ممن طلب العلم وتفقه، وسمع من أحمد بن أبي سليمان وغيره [٤]، ثم اعتزل الناس، ولزم العبادة والتبتل وقيام الليل، وكانت له في كل ليلة ختمة، ثم زاد فهمه، فكان لا يكاد يبلغ النصف حتى يصبح.

قال أبو الحسن الزعفراني: كنت إذا رأيت أبا حفص، علمت أنه من أهل الليل.

قال أبو علي الوراق، كان أبو حفص فقيها، من أهل العلم والورع، لا ينام إلا مغلوبا، لم يكن في وقته مثله، فلما دخل بنو عبيد فر فسكن المنستير، ولم يتخذ فيه بيتا مدة، وإنما كان يرفع كساءه عند رجل من سكان القصر، ولما اشتهر أمره، كان إذا تكاثر الناس بالقصر في الموسم [٥]، خرج إلى سوسة، وكانت له بها زوجة فيقيم بها، ويلبس ثيابا حسانا، ويتزيا بزي التجار، ويتعمم [٦]، ويمشي بين الناس - يخفي بذلك نفسه، فلا يعرفه أحد بذلك الزي [٧]، فيطلبه الناس تبركا


[١] وهو: أ - ط م.
[٢] سلمت: أ - ط م.
[٣] بن يزيد: أ ط - م.
[٤] وغيره: أ ط - م.
[٥] بالقصر في الموسم: ط م. في القصر بالموسم: أ.
[٦] ويتعمم: م، ويعمم: أ ط.
[٧] بذلك الزي: أ م. لذلك: ط.