للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبلغ أبو ميسرة في [١] العبادة مبلغا عظيما.

وكان كثير التهجد، والتلاوة، وقيام الليل، وصيام النهار، متواضعا، تأكل خادمه معه على مائدة واحدة [٢].

وكان إذا أكل جعل مائدته في السقيفة وراء الباب، فإذا أتى سائل، فتح الباب وأعطاه، لئلا يقيم الخادم، وهم يأكلون دونها.

ولما ولى حماس، منع الناس من النداء في الأسواق، الا من ثبتت عدالته، الا أبا ميسرة لثقته.

وكان أبو بو ميسرة مهاجرا لحماس، بسبب مسألة الايمان، لا يسلم عليه [٣]، ولا يرد عليه السلام، وكان يقول: تركت السلام عليه [٤] لمن هو خير مني، حمديس أمرنى بذلك، والا فرجل حماس في الأرض خير من كذا وكذا من أبي ميسرة.

وجرى بينه بسببها [٥] وبين ابي الفضل الممسى أيضا [٦] مهاجرة [٧] عظيمة، ذكرناها في خبره.

وكان أبو محمد يتعصب للممسى ويثنى عليه، ويقول: ما كان أبو ميسرة ممن يتخذ أماما في دين الله.

واحتج القابسى بمسألة من هذا الباب، فقال له أبو محمد بن أبي زيد، لو سمعك [٨] أبو ميسرة!

فقال أبو الحسن [٩]: إنما حكيت [١٠] قول غيرى. وتوفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.


[١] من: أ م. في: ط.
[٢] مائدة واحدة: ط. مائدته: أ م،
[٣] لا يسلم: أ ط، يسلم - باسقاط (لا): م.
[٤] عليه: أ ط، عليك: م.
[٥] بسببها: ط م - أ.
[٦] أيضا: أ - ط م.
[٧] مهاجرة: ط م، مهاجرات: أ.
[٨] سمعك: أ م، سمعها: ط.
[٩] أبو الحسن: أ م، أبو الحسين: ط.
[١٠] حكيت ط م، اكتب: أ.