قال أبو عبد الله الخراط: كان رجلًا صالحًا، ثقة، عالمًا بالسنن والرجال، من أبصر أهل وقته بها، كثير الكتب، حسن التقييد، كريم النفس والخلق، كتب بخطه كثيرًا في الحديث والفقه، يقال: أنه كتب بيده ثلاثة آلاف كتاب وخمسمائة، وشيوخه نيف وعشرون ومائة شيخ.
سمع منه أبو محمد بن أبي زيد، والحسين بن سعيد، وابناه، وزياد السدري (٨٩٥)، والناس.
قال ابن أبي دليم: وكان حافظًا للمذهب، معتنيًا به، وغلب عليه الحديث والرجال، وتصنيف الكتب، والرواية والإسماع.
وألف طبقات علماء إفريقية، وكتاب عباد أفريقية، ومسند حديث مالك، وكتاب التاريخ، سبعة عشر جزءًا، وكتاب مناقب بني تميم، وجزءين في موت العلماء، وكتاب المحن، وكتاب فضائل مالك، وكتاب فضائل سحنون، وكتاب الوضوء والطهارة، وكتاب الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر، وكتاب عوالى حديثه، وكتاب في الصلاة، وغير ذلك.
ودارت عليه محنة من الشيعي، حبسه وقيده مع ابنه مدة، بسبب بنى الأغلب والتهمة في السلطان.
وهو أحد من خرج لحرب بنى عبيد وحصار المهدية، وسمع عليه هناك كتاب الإمامة لمحمد بن سحنون، فكان يقول: سماع هذين الكتابين هنا على، أفضل من كل ما كتبت.
وكان سبب طلبه للعلم، أنه أتى يومًا إلى دار محمد بن يحيى بن السلام، فأعجبه أمر الطلبة، فاختلف إليهم أيامًا، وهو يتزيى بزى أبناء السلاطين.
***
قال: فقال لى رجل: لا تتزى بهذا الزى، فليس بزى طلبة العلم.
قال فرجعت فذكرت ذلك لأمى، فأبت على وقالت: إنما تكون مثل آبائك السلاطين.