للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعظم حاله وحال مجلسه.

وكان جعل على نفسه إلا يشبع من طعام ولا نوم، حتى يقطع الله دولة بني عبيد.

وكان مع ذلك ملتزما في حانوته، يبيع فيه القطن، وفيه يأتيه من يطلب منه ويسأله.

قال أخوه أحمد: جاء قوم، فسألوا ربيعا عن مسائل، فرأيت أخانا حمودا قد اغتم، فسألته عن غمه.

فقال: من أجل هذا: يأتى إليه قوم فيقعدون عنده، فيسألونه علم رفيع، فيجيبهم بكلام عال، فإذا قاموا عنه رجع إلى حلقة القطن، يبصر فيها، ويطلب الحبة والخروبة.

فذكرت ذلك لربيع فقال: عادكم فراريخ: لم تصرخوا!

وقال بعضهم: كنت يوما في مجلس ربيع، وهو محتفل، فوقع بقلبي شيء: فأقلقني، ولم أقدر على الصبر إلى خفة الناس، فقمت "قائما وقلت: مسألة أصلحك الله.

فقال لى: اجلس.

فاحترق قلبي، فقمت" (٨٨٧) فأعدت الكلام.

فنهرني وقال: اجلس

فغضبت وقلت له: يحل لك تكتم العلم؟

فلم آته أياما، ثم قلت لنفسى: إنما وقع الضرر بك، حيث قطعت حظك منه، لما يفوتك من الخير.

فسرت إليه، فوجدت بابه مردودا بلا حديدة، وكانت علامة جلوسه، فدخلت دون إذن، فوجدته جالسا على رجليه، قد أخذته حالة، وهو يبكى ويقول:


(٨٨٧) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.