للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أهل العلم في خمسة وثمانين رجلا، (٨٧٩) من الفقهاء والصالحين، وذلك في رجب، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

ففارق الناس أبا يزيد "وظهر منه نكران وفسوق واستباحة، ولباس حرير، فانقلب الناس كلهم عليه، وانكسرت شوكته *. وظهر إسماعيل، فطلبه، وفر أبو يزيد أمامه إلى أن ظفر به إسماعيل فقتله.

وكان أهل السنة قد تراجعوا عند ظهور أبي يزيد" (٨٨٠) بالقيروان وأظهروا السنة وحلقوا بالجامع، فكان لربيع فيه حلقة يجتمع إليه فيها، وكانت فيه حلقة أخرى يجتمع فيها للتفقه عند علماء المالكية: أبي الأزهر بن معتب، ومحمد بن أحمد السدري (٨٨١)، وابن أخي هشام، وعمر بن محمد العسال، وعبد الله بن عامر بن الحداد، وأبى الليث مولى بنى اللباد، وأبى محمد بن أبي زيد، وعبد الله بن الأحدرى.

فلما ظفر إسماعيل بأبي يزيد، ودخل القيروان، سلط الله به على جماعة منهم سوط عذاب.

واختلف في قتل الممسى كيف كان، فقيل سقط عن دابة وقت الهزيمة، فانكسر وركه، فدرسته الدواب، وقيل وقعت به جراح فأثخنته، فسقط إلى الأرض.

فقيل أنه لما سقط وقع ظهره إلى ناحية المهدية، فمر به رجل، فقال له: بفضلك رد وجهى إلى ناحيتها، لئلا ألقى الله موليا ظهرى عنهم.

قال محمد ابنه: وكان أبي لا يدخل مرحاضه أحد سواه، وفيه آنيته وجميع ما يحتاج إليه، ومفتاحه معه، فيوم قتل سمعنا آنيته قد انكسرت فيه، ولها وجبة.

فقالت الوالدة: أعطانا الله خيرها.

فإذا بها الساعة التي قد استشهد فيها.


(٨٧٩) أ ط: في خمسة وثمانين رجلا - م: في خمسة وثلاثين رجلا.
(٨٨٠) ما بين قوسين من قوله: "وظهر منه نكران .. " إلى قوله هنا: "عند ظهور أبي يزيد" كله ساقط من نسخة م.
(٨٨١) أ ط: السدرى - م: السيوري.