للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالا لى: إنها مثاقيل الدر، أفلا تجتمع في السنة حبتان؟

قال: وسألت أبا الفضل عن رجل من جيراني من أصحاب السلطان، أراد أن يودع عندى مائة دينار.

فقال لى: إذا أتاك فطلبها تردها عليه؟.

قلت: نعم.

فقال لى: إن كانت عندك مائة أخرى تتصدق بها فافعل، لأنه غاصب، وحقه أن ترد ما غصبه على أربابه، فإن لم تعرفهم تصدق بها عنهم.

وذكر أن رجلا عند نهب تونس، جاء للسوق ليشترى ثوبا لامرأته، فوجد جنديا يبيع ثوبا، فظنه ثوب امرأته، فاشتراه بتسعة دنانير (٨٦٧) ودفعها إلى الجندى، فجعلها في منطقته مع غيرها، وإذا الثوب ليس بثوب امرأة الرجل، فسأل الجندي أن يقيله، ففعل، فأخذه منه، ودفع إليه دنانيره من منطقته، فسأل عنها جماعة من أصحاب سحنون، فما اختلف عليه منهم أحد أنه يتصدق "بهذه الدنانير لاختلاطها بدراهم الجندى، وأنها لا تتميز، ويتصدق" (٨٦٨) بقيمة الثوب، لأن كونه في يده من قبل الجندى الغاصب، صار هو كالغاصب له، فوجب * عليه رده إلى ربه، أو الصدقة به إن جهله، فإذا رده إلى الجندى لزمته قيمته يتصدق بها على المساكين، إذ أربابه مجهولون.

وكان بينه وبين أبي ميسرة بن نزار الفقيه، بعد، وكذلك مع غيره من علماء القيروان، بسبب مسألة الإيمان واختلافهم فيها.

وكان أبو ميسرة يقول له: تب وأنا أخدمك (٨٦٩).

فكان أبو الفضل يقول: مماذا أتوب؟


(٨٦٧) أ ط: بتسعة دنانير - م: بستة دنانير.
(٨٦٨) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.
(٨٦٩) ط م: وأن أخدمك - أ: وأن أقدمك.