للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب داره فدخل راكبًا إلى موضع مُعرَّسه [١] فنزلَ وقعد، فأخذ غلام منديلًا فمسحَ خُفّه ونزَعه (*).

قال القاضي أبو الفضل :

الأخبارُ المشهورة عنه بخلاف هذا كما سنذكُره [٢]، وأنه كان لا يركب بالمدينة إكرامًا لتُربةٍ فيها رسول الله ، مدفونٌ.

قال محمد بن مالك: كانت عَمّتي مع مالك في منزله، فتهييء [٣] له فطره خبزًا وزيتا.

ووَعظ مالكٌ مرةً أبا جعفر المنصورَ في افتقاد الرَّعية.

فقال له: أليسَ إذا بكت بنتُك من الجموع تأمر بحجر الرَّحيَ فيحرّك ليلًا يسمع الجيرانُ بكاءها؟

فقال مالك: واللهِ ما علم بهذا إلا الله.

فقال له: فعلمتُ هذا، ولا أعلم أحوال رعيتي؟

وهذا، واللهُ أعلم، كان في ابتداء حالِه وضيق أمره، وأكثرُ هذه الحكايات المختلفة التي أوردنا منها، ونورد، في اختلاف أحواله في دُنياه، إنما كانت لاختلاف الاوقات وتنقُّل الأحوال؛ إذ حالُ المرء في بدايته بخلاف حاله في نهايته؛ فقد عاش [٤] نحو التسعين سنة على ما تقدم، فكان فيها إمامًا يَرْوِي ويُفْتِي ويُسْمَع قولُه نحو سبعين سنة، تنتقل أحواله في كُلّ حين زيادة في الجلالة، ويتقدم في يوم [٥] علوُّه [٦] في الفضل


[١] فدخل راكبا إلى موضع معرسه: ا ت ك ط، فدخل موضع معرسه: ب، فدخل داره راكبا موضع معرسه: خ
[٢] كما سنذكره: ب، مما سنذكره: أ خ ط ك، - ت
[٣] فتهييء: أ ب ط ك، فتهيبي: ح، فنهي: ت
[٤] فقد عاش: ا ت ط خ ك، وهو قد عاش: ب
[٥] في كل يوم: ك ت ط خ، كل يوم: ب على كل يوم: ا
[٦] علوه ب ط ك خ، غلوة: ا، عنده: ت.