للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وسمعته يقول: الآكلون على ثلاثة أصناف: فآكل يأكل نورا وايمانا من أول طعامه إلى آخره، وآخر يأكل طعاما، وآخر يأكل سرجينا (٨١٩).

فأما الذى يأكل نورا وايمانا من أول طعامه إلى آخره، فالذي يسمى الله ﷿ عند كل لقمة ويحمده عند اساغتها.

وأما الذى يأكل * طعاما، فالذي يسمى الله في أول طعامه ويحمده في آخره.

وأما الذى يأكل سرجينا فالذى لا يذكر الله فى أول طعامه ولا فى آخره. أو كما قال: فانى كتبته من حفظى.

قال الفرغاني: وتوفى سهل وهو صغير، ابن عشر سنين، مولده سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ووفاة سهل سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

قال: وكان أبو عبد الله هذا، عالما بمذهب مالك، شديد التعصب له، ووضع فى مناقبه نحو عشرين جزءا، وقد طالعتها وانتقيت في هذا الكتاب فى أخبار مالك عيونها، وقد أدخل جميع ماله فيها من كلام صاحب كتاب الاستيعاب في جامعه. وله كتاب فى فضائل المدينة والحجة بها.

وكان ندب فى أيام على بن الجراح لتفقيه أهل مدينة الرسول ، فأقام بها زمانا طويلا، ثم عاد إلى العراق، وتقلد قضاء البصرة بلده سنين، ثم قصده أحد رؤسائها بمكروه كثير، لوحشة جرت بينهما، فصرف عن القضاء، وقصد إلى الوزير المهلبي إلى الاهواز، فشكا اليه أمره، فوعده بكل جميل، ونوى صرفه إلى القضاء، فغير عليه، فعاد إلى البصرة، فجرت له بها أقاصيص مع المعتزلة، فنبت به الدار، وقصد بغداد، سنة خمس وأربعين، فلقيه يوما بها الشريف أبو عبد الله بن المراغى الصغير العلوى فى بعض الطرق، فقال له: أنت تقول أن الله يرى يوم القيامة، وأن القرآن غير مخلوق. قال نعم.


(٨١٩) السرجين، بكسر السين: الزبل.