للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شجر بقله. تصور الحبيب على ذلك الطريق، فآسفه بذلك. وحمله على معارضته. فسعى فى الرجوع الى قضائه، وتخدم بدرا الحاجب، فهيأ له ذلك. وكان بدر كارها فى أسلم. واتفق أن كتب أسلم مستعفيا، فعوفي. وولى الحبيب، فكافأ أسلم في صنائعه بسبب الودائع، كيل الصاع بالصاع.

قال ابن حارث: لما ولى الحبيب القضاء، شده وحصنه، ولم يقبل الرأى ممن أشار به عليه من الفقهاء مرسلا. حتى كلفهم أن يقيده المفتى بخط يده، فكان أول قاض ألزم الفقهاء ذلك، ثم تكلف في دولته الثانية تأليف تلك الأقضية، فوضع منها عشرة أجزاء متهورة، فيها لمن نظر بلاغ من المعرفة، ودربة على الحكومة.

قال ابن حارث: ولا بأس بعلمها ولا يقصر فى صوابها، أراد بذلك الاستغناء عن شيخ الفقهاء اذ ذاك محمد بن لبابة، واذ كان ما بينه وبينه غير صالح، فقعد الشيخ عن الاتيان اليه. وساعده صاحبه أبو صالح، فأظهر الحبيب الاستغناء عنهما بابن أيمن، ومحمد بن وليد، وسعد بن معاذ، ومحمد بن الجباب، ومحمد بن بكر، ومن بعدهم، مدة من الدهر، الى أن سعى عمر بن لبابة في اصلاح ذلك بينهما، عند ما فسد ما بين الشيخين محمد بن لبابة وأبي صالح، فجمع عمر بينهما عند * أسلم بن عبد العزيز، وجعل شرطهما في الاصلاح، الاجتماع على ازالة محمد بن أيمن عن مكانته.

وكان كثيرا ما ينكل بمن آذى ذوى الهيآت من صالح المسلمين، ويعاقب من شكوا اليه به منهم، دون بينة، حتى لقد كلمه ابن لبابة وأبو صالح فى ذلك، وسألاه اطلاق رجل سجنه فى ذلك، وقالا له: تحبس رجلا بدعوى خصمه!؟

فأبى من اطلاقه، وقال: كان أبى وعمى لا يلتمسان على من تشكى به أحد من أهل العلم والمروءة بينة.

قال ابن حارث: ان كانت هذه الحكاية صحيحة فهي من الفلتات، ويلزم أباه وعمه اللذين قلدهما ما لزمه، فلا تقوم به حجة على مذهب