للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان شديد التحكك (٣٨٠) للعراقيين والمناقضة والملاحاة لهم، فدارت عليه بذلك دوائر في دولتهم، ضرب بالسياط مرة أيام الصديني القاضي، ثم سعى عليه العراقيون عند دخول الشيعي القيروان، وعلى رجل آخر من أصحابه وعلى مثل طريقته يعرف بأبي بكر بن هذيل، من المدنيين أيضا المتفننين.

"قال ابن سعدون: وكان من العلماء الخاشعين" وكانت الشيعة بالقيروان تميل إلى أهل العراق لموافقتهم اياهم في مسألة التفضيل، ورخصة مذهبهم، ورفعوا عليه لأبي عبد الله الشيعي، وقيل لأخيه أبي العباس المخطوم لعنهما الله، أنهما يطعنان في دولته، ولا يفضلان عليا، ونهى (٣٨١) إليه أنه قال لبعض أصحابه، وقد ناظره في إمامة أبي بكر: كان على يقيم الحدود بين يديه، فلولا أنه* كان إمام هدى مستحقا بالتقديم ما حلت له معونته.

فحبسهما، ثم أمر عامل القيروان حسن بن أبي خنزير، بضرب (٣٨٢) ابن هذيل خمسمائة سوط، وبضرب (٣٨٢) رقبة ابن البرذون.

"فغلط ابن أبي خنزير، فضرب ابن البرذون، وقتل ابن هذيل، ثم تنبه من الغد فقتله.

وقيل: أمره بقتلهما جميعا، بعد أن يضرب ابن الهديل خمسمائة سوط، فغلط، وضرب ابن هذيل ثم قتلهما" (٣٨٣).

فقيل أن إبراهيم لما جرد ليقتل، قال له حسن: ترجع عن مذهبك؟

فقال له: أعن (٣٨٤) الإسلام تستتيبني؟


(٣٨٠) عند طا: التحنك.
(٣٨١) في بعض النسخ: وأنهى.
(٣٨٢) عند طا: يضرب.
(٣٨٣) ما بين قوسين ساقط من نسخة ومضطرب في بقية النسخ والقصة في طبقات أبى العرب ص ٢١٦ ومعالم الإيمان ج ٢ ص ١٧٩.
(٣٨٤) في بعض النسخ: عن.