للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر غلامه فقنعه أسواطا، وكان يقول: ما دفعت عنه بهذا الا كثيرا، وما فعلته الا شفقة عليه، فان المشارقة أكثروا فيه، فأرضيتهم بذلك. مات سنة ست وثلاثمائة. ويقال سنة سبع.

وقال بعضهم: كنت أسكن بالبادية (٣٤١)، فنويت زيارة قبور صالحي القيروان، فقصدت ذلك، وجئت باب سالم (٣٤٢)، وإذا (٣٤٣) بخلق كثير من النساء قد خرجن لزيارة يوم الخميس. فقلت: لا أقدر على التماس قبورهم ومعرفتها بما على الأعمدة من أجل النساء، ولكنى أجلس حتى ينصرفن مع العصر، وأصل إلى ما أريد.

فأتيت المصلى فجلست فيه، فاذا أنا برجل بثياب بيض وقف لى وسلم على. وقال: ما أجلسك هنا؟ فعرفته. وسألني عن مذهبى فعرفته انى مدنى (٣٤٤).

فصافحنى وضمنى إلى صدره وقال لى: أنا أبو سعيد محمد بن محمد بن سحنون، أخرجنى اليك هذا الوقت، أنى كنت الساعة نائما على فراشي، حتى رأيت آتيا يقول: قم توضأ، واخرج إلى باب سالم (٣٤٥)، فانظر لذلك الرجل البدوى، يونس بن عبد الله، فانه يحب أن يقف على قبور المشايخ وليس يعرفها.

ثم قام معى، وأوقفنى عليها، وسألني أن آتيه كلما دخلت القيروان.

فبينما أنا فى باديتى، اذ دخلت على أمى فقالت لي: رأيت الساعة في منامي قائلا يقول لى: قولى (٣٤٦) ليونس: يسير إلى * القيروان، فان ابن سحنون مات. فوصلت إلى القيروان، فوجدته يغسل، فصليت عليه.


(٣٤١) طا: البادية.
(٣٤٢) سلم عند طا.
(٣٤٣) طا: وإذا حلق النساء قد خرجوا ....
(٣٤٤) طا: بدوى. والمقصود أنه مالكي على مذهب أهل المدينة.
(٣٤٥) عند طا: سلم.
(٣٤٦) طا: قل.