للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجعل أبو عثمان يستعيذ بالله من شره، فما أمسى الليل، حتى أتاه الخبر أن صاحب المحرس أتى العامل، فأخبره بشيء ما ندرى ما هو، فأمر العامل أن يضرب وسطه بالسيف، فوقع نصفين. فشكر الله تعالى أبو عثمان على كفايته.

قال ابنه: وكان أصابه فى بصره تغير وحول، من مرض اعتراه، ولم يعلم بهذا، إلى أن نظر في المرآة "يومًا فرآه، فقام ورفع يديه وقال: اللهم بحق دين الاسلام الذى نيط به لحمي ودمي، فرج عني، فأعاد الله بصره كما كان، فنظر فى المرآة" (٢٣٣) فقال: أقول، وما عسى أن أقول؟: أحمد من أعبد (٢٣٤).

ذكر أن الحاجب بالقيروان أخذ رجلًا اتهم بحرم المسلمين، فقال له: سعيد بن الحداد يعرفني.

قال سعيد: وكنت أعرف منه سوء الحال. قال: فجاءني فقال: تعرفني؟

قلت: نعم، بسوء الحال. فقال: أشهدك أني تائب إلى الله من جميع ما عملته (٢٣٥).

فلما ولى عنى، أتاني رسول الحاجب، فسألني عنه، فقلت له: أما منذ (٢٣٦) تاب ورجع إلى الله تعالى فما أعلم منه جرحة.

قال ابن الباجي لأبي اسحاق السبائى: "ما رأيت أغزر دمعة (٢٣٧) من سعيد بن الحداد - لأن كل صاحب حول له قسوة - فقال له السبائي" (٢٣٨): سعيد سبق إلى قلبه صحبة النساك، واصل وأصحابه.


(٢٣٣) ما بين قوسين ساقط من أكثر النسخ.
(٢٣٤) اط: أحمد من أعبد - م: بياض مكان العبارة كلها.
(٢٣٥) ا ط: ما عملته - م: ما علمته.
(٢٣٦) طا: من.
(٢٣٧) طا: أقدر وضعه. وهو تحريف بين.
(٢٣٨) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.