للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له ابن الحداد: لم يرد ولاية رق، وإنما أراد ولاية الدين، ونزع بقوله تعالى: "ما كان لبشر أن يوتيه الله الكتاب والحكم والنبوءة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى" (٢٠٦) فصرفه، وعهد إليه بكتم المجلس.

وقال له أبو العباس الشيعي يومًا: يا شيخ! انك تطيل جدًا!

فقال: ها أنذا أطيل فلا يفهم عني، فكيف لو قصرت؟

وكان لا يداخل السلاطين، ولم يسر إلى الشيعي، حتى وجه فيه وكان يحتمل منه ما لا يحتمل بعضه من غيره.

ولما بعث فيه وفى أصحابه، ودخل عليه، قال له: أين أصحابك؟ قال: "هم أولاء على أثرى" (٢٠٧).

قال أبو عبيد (٢٠٨) الله الشيعي - أو أخوه أبو العباس -: القرآن يقول: إن محمدًا ليس بخاتم النبيئين.

فقال له: أين ذلك؟

قال: في قوله "ولكن رسول الله وخاتم النبئين" (٢٠٩) فخاتم النبيئين غير رسول الله.

فقال له: هذه الواو ليست واو الابتداء، وإنما هي من واوات العطف، كقوله تعالى: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم" (٢١٠)، هل أحد يوصف بهذه الصفات غير الله تعالى؟ وقال له مرة أخرى: أخبرنا الله تعالى أن أصحاب محمد يرتدون بعده. فقال: وأين ذلك!


(٢٠٦) الآية ٧٩ من سورة آل عمران.
(٢٠٧) الآية ٨٤ من سورة طه. وعند طا: هم أولادى على أثرى!
(٢٠٨) طا: أبو عبد الله.
(٢٠٩) الآية ٤٠ من سورة الاحزاب.
(٢١٠) الآية ٣ من سورة الحديد.