للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجلس وتغير وجهه. وقال: وما ذاك؟

ورمت ترقيع ما قلت، فلم أقدر فقلت: شيئان: أحدهما أنك استكتبت ابنك حمودا وأحمد بن نصر، ولم تجعل بينك وبينهم (١٦٥) فرجة كما يفعل غيرك، فلا يضع أحدهما قلمه إلا وعينك على ما يكتب، فقال الناس: إن كانوا ثقاتا فلم يتهمهم (١٦٦)؟ وإن لم يكونوا ثقاتا فلم أستكتبهم (١٦٧)؟

فقال لي: أما أحمد بن نصر فوالله ما أعلم اليوم بأفريقية أعلم أو أحفظ منه، وأما ابنى فوالله ما لمطلعت منه على ما لا يرضى الله (١٦٨) قط، ولكنى أردت بذلك أن يسلموا من كلام الناس في الآخرة.

فقلت له: إنك لا تكتفى في الكشف عن الشاهد بواحد ولا اثنين ولا أربعة.

فقال لي: أرأيت هذه الحوانيت التي غصبها السلطان من أربابها، هل تعلم أحدا أخلى سكناها (١٦٩) بعد أخذها؟

قلت: لا

قال: وهل علمت أحدا أدى (١٧٠) إلى أصحابها الكراء؟

قلت: لا.

قال: لكن المبتلى قد كشف عن ذلك، فما وجد أحدا أدى الكراء إلى أهلها إلا رجلين، فإذا فعل في هذا الأمر الجلى مثل هذا، وسكانها بياض الناس، فما ظنك بغيرهم؟ انى والله أكشف، وأكشف وأكشف.


(١٦٥) كذا في جميع النسخ، وهو استعمال عامي.
(١٦٦) عند طا. تتهمهم.
(١٦٧) عند طا. استكتبهم.
(١٦٨) عند ط، على ما يسخط الله.
(١٦٩) أ: اخلى سكناها - ط م: أحل سكناها.
(١٧٠) في نسخ أخرى: وفى.