للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال أنه خرج ذات ليلة من بيته، وابنه سالم يتهجد (١٢٧)، والعجوز في بيتها تقرأ وتركع وتبكي، والخادم تصلى، فوقف في القاعة وقال: يا آل حماس ألا هكذا فكونوا.

وذكر أنهم باعوا الخادم، فاشتراها قوم، فرأتهم لا يصلون بالليل، فظنت لعادتها أن من لم يصل بالليل ليس بمسلم، فهربت منهم لدار حماس، وقالت لهم: يحل لكم؟ بعتمونى من اليهود لا يصلون بالليل.

وكان يلبس الصوف، وربما لبس قميصا وغلالة ومنديلا، والمئزر في وسطه.

وذكر أن دابة سقاء صدمته فوقع وانكشف، وتبين أنه لم يكن عليه سراويل، فلما جلس مجلس قضائه، أمر من (١٢٨) ينادى: لا يمشى صاحب دابة إلا ورسنها في يده.

وقيل لمروان الزاهد (١٢٩): رأيت (١٣٠) الخضر (١٣١).

قال: نعم، سرت إلى الجامع يوم جمعة، فجلست تحت الصومعة حتى خرج رجل في زى بغدادي، من باب النصر (١٣٢)، يتخطى الرقاب، حتى جلس بجوارى، فلما سلم الإمام عطف على وقال لي: تمضى تفتقد رجلا صالحا:

فقلت: من هو؟

قال: حماس.

فسرنا ودخلنا على حماس، وسلمنا عليه، فرأيت حماسا ينظر إلى، ثم سلمنا وخرجنا.


(١٢٧) عند طا: يتهجد في بيته.
(١٢٨) في بعض النسخ: أن.
(١٢٩) انظر هذا الخبر برواية أكثر تفصيلا في معالم الإيمان ٢: ٢٢٣.
(١٣٠) في نسخ أخرى: أرأيت.
(١٣١) : ساقطة من تحقيق الطالبي.
(١٣٢) في النسخ الأخرى: النهر، النصر، الهز، وكل ذلك تحريف، والصواب: باب البهو.