للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أسلم القاضي: قال لي محمد بن عبد الحكم: لم يقدم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم، ولقد عاتبته في حين انصرافه إلى الأندلس، وقلت له: أقم عندنا، فإنك تعقد هاهنا رياسة، ويحتاج الناس إليك.

فقال لي: لابد من الوطن.

وقال بقى بن مخلد: قاسم أعلم من محمد بن عبد الحكم.

وقال أحمد بن صالح الكوفي: قدم علينا - يعنى من الأندلس - قاسم بن محمد، فرأيته رجلا فقيها.

وقال أبو عمر بن عبد البر: لم يكن بالأندلس أفقه منه ومن أحمد بن خالد.

وذكره ابن أبي دليم في طبقة المالكية فقال: كان يفتي بمذهب مالك.

قال غيره: كان يتحفظ كثيرا من مخالفة المالكية.

قال أحمد بن خالد: قلت له: أراك تفتى الناس بما لا تعتقد! هذا لا يحل لك.

قال: إنما يسألوننى عن مذهب جرى في البلد، فعرفت، فأفتيتهم به، ولو سألوني عن مذهبي أخبرتهم به.

قال غيره: وكان قاسم إذا عير بميله إلى الحديث تمثل "وتلك شكاة ظاهر عنك عارها".

وكان فقيه الصدر، جيد القريحة، قيما بالمناظرة، حافظا بالشروط، أديبا، شاعرا محسنا. مرسلا محسنا، بليغا.

قال أبو عبد الملك: كان له بصر بالحديث والفقه والوثائق والحجة، وكان فقهه على النظر وترك التقليد، من أهل النقل والعقل، ومروة النفس، والذكاء، متواضعا، فاضلا، صاحب رياسة، وتولى تفريق الصدقة أيام محمد بن المنذر، وعبد الله، إلى أن توفى، ولم يترك شيئا.