قال ابن حارث: كان نبيلا في نفسه، وقد أدخل ابن سحنون سؤالاته لسحنون في كتابه، ولاه سحنون المظالم، سنة ست وثلاثين.
وقال غيره: سنة وثلاثين، فوليها ست سنين، بقية حياة سبع سحنون، ثم بعد موته سنتين، وكان سحنون أذن له أن يحكم في عشرين دينارًا فأقل.
قال بعضهم: سألت حبيبا: كيف ولاك سحنون المظالم؟
فقال: والله ما ظننت ذلك قط مع غيره، فكيف معه! وذلك أني تأخرت يومًا عنه، فسأل عنى، فأخبره أصحابي أنى غسلت ثوبي، فلما أتيته من غد، وجلست إليه، قال لي: قم يا حبيب، فقد وليتك مظالم القيروان.
ثم قال لي: اتق الله يا حبيب، الذي إليه معادك، ولا تؤثر على الحق أحدا.
وقال لاثنين من أصحابه: امضيا معه حتى يجلس في مسجد البركة، وينظر بين الناس.
فما كنت أحكم في شيء منه سهل حتى أشاوره.
وكان حبيب جيد النظر، وامتحن بعد هذا على يد سليمان بن عمران القاضي، فسجنه وضربه.
ويقال: لما ولاه سحنون أرسل معه نحو عشرة من أصحابه، وقال: أكفوه الكلام اليوم حتى يأنس.
ففعلوا، وكفوه الكلام في اليوم الأول والثانى والثالث، حتى أنس وتركوه.
توفى سنة سبع وثمانين ومائتين، في رمضان، وسنه ست وثمانون.