للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الحسن اللواتي: كان عندنا يحيى بن عمر بسوسة، يسمع الناس في المسجد، فيملأ المسجد وما حوله، فسأله من بعد عن سماعهم، فقال لهم: يجزئكم.

وقد ذكر سليمان بن سالم، أن بعض أصحاب سحنون، نام حتى قرأ القارئ ما شاء الله، ثم انتبه، قال: فاختلفنا في سماعه، فسألنا سحنون، فقال: إذا جاء للسماع وله قصد فهو يجزئ.

وقال يحيى بن عمر لبعضهم: لا ترغب في مصاحبة الاخوان، وكفى بك من ابتليت بمعرفته أن تحترس منه، انفردوا بأهل العلم، انفردوا.

وكان فرات يطعن في سماع يحيى الموطأ من ابن بكير، ويحلف على ذلك ويقول: أنه كان ملازما لابن بكير حتى مات، وإني المنصرف من جنازته، إذ نزل يحيى بن عمر في مركب فسلم على، وسألني عن ابن بكير، فقلت: هذا منصرفى من جنازته، فاسترجع وقال: فاتنى الشيخ.

قال الأبياني: فذكرت قول فرات للقمان بن يوسف، فقال: كذب فرات، لقيت بمصر أبا الزنباع روح بن الفرج، فسألني عن يحيى بن عمر، وقال: كيف حاله عندكم؟

قلت: في الهواء، ما يوصل إليه.

فقال: يستحق يحيى، ما خرج من عندنا حتى احتاج أهل بلدنا إليه، ولو كان عندنا لكان أكثر مما هو عندكم وأرفع.

فقلت: سمع من ابن بكير؟

فقال: نعم، صاحبنى عند يحيى، سمعنا منه الموطأ.

قال أبو بكر المالكى: وكان شيوخنا يقولون: إنما جرى ليحيى هذا مع فرات في سفرته الثانية، وكان في الأولى لقى ابن بكير وسمع منه.

وقد جرى له أيضا مثل هذا في الرواية عن سحنون، فإن أكابر أصحاب سحنون قالوا: ما رأيناه عند سحنون قط؟