للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عيسى: فأنا في الدار يوم جمعة، برقادة - يعنى وهو قاض - إذا رجل يحرك على الباب، ففتحت له، فسلم، ثم جلس، فقال لي: كيف حالك؟

فقلت: ما سؤالك عمن صار حاله إلى ما ترى؟

قال: إنما هي تسعة.

فقلت: وهذا؟ أعنى الأمير.

قال: هذا يخرج، هذا يمر.

فقلت: أين؟

قال: يركب البحر.

ثم خرج.

فقلت تسعة أيام، فمضت، ثم تسعة أشهر، فمضت، فأقمت تسع سنين. فقال: إنه كان الخضر.

قال ابن حارث: كان إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، قد اصطفى يحيى بن عمر إلى ولاية القضاء، فقال له: إن دللتك على من هو أفضل منى في الوجه الذي تحب، تعافيني؟

فقال له: نعم.

فدله على ابن مسكين.

فأرسل فيه إبراهيم بن أحمد إلى كورة الساحل، وأوصله إلى نفسه، وعرض عليه الفصل، فنفر منه.

قال تميم بن خيران: لما شاور العلماء إبراهيم فيمن يلى القضاء، اختلفوا عليه، فذكر له عيسى، فقال حمديس: إنه والله أيها الأمير صاحبنا عند سحنون، جمع الله فيه خلال الخير بأسرها.

فوجه إليه إلى الساحل، فأتى فوجد في المجلس حمديسا وغيره.