للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرجت الوصية: يقول لك الأمير: تكتب إلى القاضي يعرفك من أم تعرف منهم.

فقال: إذا كنت إنما أمضى بكتاب، فصاحب رسائلى يقوم مقامي (٢٩٩) والقاضي أحق بالنظر منى أنا.

فقال هاشم: أد قوله.

فخرجت الوصية: إنا لم نبعث فيك نشاورك، إنما بعثنا فيك نأمرك فائتمر.

فغضب عبد الله، وكان إذا غضب احمرت عيناه، واتقى غضبه، وقال: لم تبعث في تشاورنى! إنما بعثت في لتأمرني فأئتمر! امرأته طالق البتة إن مضيت (٣٠٠) ثم أبدا.

فاغتنمها هاشم، وقال: أد عنه.

ثم قال له: هكذا عرفتك، شرس بن أشرس.

فقال له عبد الله: هكذا أنا وأبى، إذ كسانا الله قميصا * أعراك الله منه أنت وأباك.

ثم خرجت الوصية بسجنه، فسجن ثلاثة أشهر أو أربعة، ثم أطلق، فلم يبعث فيه لشيء بعد.

* * *

وذكر أن القاضي سليمان بن أسود، أرسل في عبد الله بن خالد ليشهده في كتب الأمير محمد، فأبي عبد الله أن يقوم إليه، فكتب القاضي بذلك إلى الأمير، وكثر على عبد الله، ووصف من تثاقله.


(٢٩٩) سقط من نسخ ط. ك. م: من قوله "يعرفك من لم تعرف منهم" إلى قوله "فصاحب رسائلي" وهو ثابت في نسخة ا - ولا يستقيم السياق إلا به.
(٣٠٠) ا. ك. ط: إن مضيت - م: إن قضيت.