قال أحمد بن زياد: شهدته يوما قد أخذ في شرح أص أصل من اللعان، فلما توسط كلامه، فهم عمن كان يكلمه أنه لم يفهمه، فقطع كلامه وقال: هذا الأمر يموت يموت مع أصحابه.
يعنى الفقه الجيد.
وذكر مرة عند حماس القاضي، ففضلوه على محمد بن سحنون، فقال حماس: كان ابن عبدوس يلقى علينا المسائل، فإذا أشكلت شرحها، فلا يزال يفسرها حتى نفقهها فيسر بذلك، وإن لم يرنا فهمناها غمه.
قال لقمان: بلغ ابن عبدوس، أن محمد بن سحنون قال يوما: يتكلمون في الفقه، ولعل أحدهم لو سئل عن اسم أبى هريرة ما عرفه!
فكان ابن عبدوس ربما قال للرجل من أصحابه: افهم هذه المسألة، فانها أنفع لك من معرفة اسم أبى هريرة.
وفى رواية عن حماس: هذا أحب إلى من معرفة اسم أبي سعيد الخدري.
تعريضا بابن سحنون، لعلمه بالرجال.
وكان ابن طالب شديد الإعظام لابن عبدوس، عارفا بحقه، وعليه كان يعتمد في أحكامه، ويطالبه بالمشاورة في كل وقت.
وكان سليمان بن عمران يقول لابن طالب: إن مات لك ابن عبدوس، ايش تصنع؟
قال لقمان: كان وجه ابن طالب إلى ابن سحنون، وقلبه إلى ابن عبدوس، وكان ابن طالب يقول: اللهم أبقنى ما أبقيت محمد بن عبدوس، أقتدى به في دينى.
وكان يثنى عليه.
قال ابن حبيب (٢٨٤): كنت أسأل في المسائل النازلة سحنون، فإن تعذر فابن عبدوس.