للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففعل ذلك.

فقال الأمير: إذا أذنت لابن سحنون في الخروج، مع من أبقى؟ أخبره أنى قد رفعت يد سليمان بن عمران عنه.

فظهر ابن سحنون، وشق السماط الأعظم، حتى أتى الجامع، فصلى فيه، فبلغ ذلك سليمان، فعلم أنه أمن، ورفعت يده عنه.

وظهر محمد بن سحنون، وقامت رئاسته، وشجي به سليمان وجماعة العراقيين، ورد سليمان غيظه على أصحاب ابن سحنون، فأخذ فرات بن محمد، فضربه بالسياط.

وبينما محمد بن سحنون يمشى يوما، لقيه صاحب الصلاة بالقيروان، المعروف بابن أبي الحواجب، وكان من أعدائه، فأومأ إلى أذنه، فأمكنه ابن سحنون منها، فقال له سر، يا كذا يا ابن كذا! سبا قبيحا.

فأجابه ابن سحنون جهرا: تقضى حاجتك.

يغالط من حضره.

وصار ابن أبي الحواجب، فأخبر سليمان بن عمران بذلك، فقال له. ان صدقت فتحنط!

وركب ابن سحنون إلى أحمد بن محمد الحضرمي، فسأله أن يزين للأمير تولية ابن طالب على الصلاة، فأجابه الأمير إليه.

فخرج الحضرمي بذاك إلى ابن سحنون، فسأله ابن سحنون كتم ذلك إلى وقت الخطبة.

ووجه ابن سحنون في ابن طالب فأعلمه بذلك، وقال له: تهيأ، فإذا رأيت ابن أبي الحواجب قد خرج إلى المقصورة، فقم بين يديه، وارق المنبر واخطب.

فلما كان يوم الجمعة، هجر ابن أبي الحواجب إلى الجامع، فنزل في المقصورة.