للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأطال الجلوس معه ليخلو به، فلما خرج، قال أبو رجاء: سألته عنه، فقال: لم أر والله أعلم منه، ولا أحد ذهنا، على حداثته.

وكان إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة، وكتب إذ ذاك كتابى الإمامة بماء الذهب، ووجه بهما إلى الخليفة.

قال عيسى بن مسكين: وما ألف في هذا الفن مثهلما.

قال سليمان بن سالم: واختلف إذ ذاك المزنى (٢٦٤) وهارون بن سعيد الأيلى، في مسألة، فتحاكما إلى محمد بن سحنون.

قال سليمان بن سالم: قدم رجلان من كنانة، يسمعان العلم، ويقصدان لابن أبي المنهال، وابن قادم، فباتا على ذلك، فرأى أحدهما في المنام أن سائلا سأله، فأخبره عن قصدهما ولمن قصدا، فقال: إلى حتى أريكما ممن تطلبان (٢٦٥).

قال الرائى (٢٦٦): فأخذ بي على طريق منحرفة، حتى أوقفنى على مسجد فيه شيخ، والناس حوله، فقال لي: هنا، اطلب العلم من هذا ولا تعده.

فلما أصبح الرائي قال لصاحبه: سربنا إلى حيث سير بي البارحة، وأخبره بالرؤيا، فمضى معى، وسرت على المواضع التي رأيتها في المنام، حتى أتى مسجد ابن سحنون، فعرفه بالرؤيا التي رأى، وعرفه، وسلم عليه ولزماه.

وحدث بعض سكان القصر، أنه خرج ليلة في القصر بعد العشاء الأخيرة، فإذا بقارئ يقرأ في بعض البيوت "وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور" (٢٦٧) ويردد الآية.


(٢٦٤) ط. ك. م: المزني - أ "الرازي" وهي غير واضحة جدا.
(٢٦٥) ط: فقال: إلى حتى أريكما ممن تطلبان - ا: فقال لي: حى، أريكما ممن تطلبان - ك: فقال لي: حتى أريكما ممن تطلبان - م: فقال لي: جيء، أريكما ممن تطلبان.
(٢٦٦) ا: الرائي - ك، م: الرازي - ط: غير واضحة.
(٢٦٧) الآيتان ٢١ و ٢٢ من سورة الأعراف.