للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن أبى دليم: وكان الغالب عليه الفقه والمناظرة، وكان يحسن الحجة والذب عن السنة والمذهب.

قال ابن حارث: كان عالمًا فقيها مبرزًا، متصرفًا في الفقه والنظر، ومعرفة اختلاف الناس، والرد على أهل الأهواء، والذب عن مذهب مالك، وكان قد فتح له باب التأليف، وجلس مجلس أبيه بعد موته.

قال يحيى بن عمر: كان ابن سحنون من أكثر الناس حجة، وألقنهم بها، وكان يناظر أباه، وكان يسمع بعض كتب أبيه في حياته، يأخذها الناس عنه قبل خروج أبيه، فإذا خرج أبوه قعد مع الناس يسمع معهم من أبيه.

وقال سحنون: ما أشبهه إلا بأشهب.

وقال: ما غبنت فى ابنى محمد (٢٥٥) إلا أنى أخاف أن يكون قصير العمر.

وكان يقول لمؤدبه: لا تؤدبه إلا بالكلام الطيب والمدح، فليس هو ممن يؤدب بالتعنيف والضرب، واتركه على بختى (٢٥٦) فانى أرجو أن يكون نسيج وحده، وفريد أهل زمانه.

قيل لعيسى بن مسكين: من خير من رأيت في العلم!

فقال: محمد بن سحنون.

وقال أيضًا: ما رأيت بعد سحنون مثل ابنه، وكان رأى جماعة بالمشرق وغيره.

قال حمديس القطان: رأيت العلماء بمكة والمدينة ومصر، فما رأيت فيهم مثل سحنون، ولا مثل ابنه بعده.


(٢٥٥) وردت هذه العبارة فى جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا هكذا: "ما عنيت فى ابني محمد" ووردت في الديباج المذهب لابن فرحون هكذا: ما غبنت في ابني محمد انظر الديباج ص ٢٣٤ و ٢٣٥.
(٢٥٦) م: "بختي" وكذلك فى الديباج ص ٢٣٥ - أ: "بحتي" فوقها كلمة - كذا كذا - ك: "فحت"ى - ط: "نحتى" وفوقها علامة.