للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأتى رجل إلى سحنون يسأله عن مسألة، ومعه عبد الرحيم، فسبقه عبد الرحيم بالجواب، فسكت سحنون، فلما ذهب السائل، وقام عبد الرحيم، قال: تجد الرجل يصبر على الصيام والصلاة، ويتورع في الحاجات (٢٤٩)، فإذا جاءت الفتيا لم يصبر!

قال المؤلف : وسكوت سحنون على جوابه دليل على صوابه، وأنه كان ممن يفتى مع سحنون وبحضرته.

وقال له رجل: أوصنى بكلمات ينفعنى الله بها ويأجرك عليها.

فقال: أوصيك يابنى أن تتقى الله، وتجتنب محارم الله، وتؤدى فرائض الله، وتحسن إلى عباد الله، وان زدت زادك الله.

ويذكر أنه ما تزوج قط ولا تسرى، وكانت له جاريتان تقومان به وتخدمانه.

فقيل له: ألا تتسرى باحداهما، فانهما تصلحان لذلك؟

فحلف أنه لا يعرف صفة وجوههما، لشغله بعبادة ربه ﷿.

وكان يقول: زيارة الاخوان نقص من العمل (٢٥٠).

أنه قال بعضهم: يريد يقطع عما يكون فيه الانسان من عمل

وهو الذي بنى قصر زياد، وأنفق فيه اثنى عشر ألف دينار، ستة آلاف من عنده، وستة آلاف من عند اخوانه.

وكان قد استشار سحنون فى الخروج إلى غزو صقلية مع أسد، فكسره عن ذلك، وقال له: كنت ذكرت أنك تحب بناء قصر زياد، وأن عندك أخبارا توجب الخوف في البر والبحر.

فذكر ذلك لاسد، فقال: صدق سحنون.

وكانت لعبد الرحيم ضيعة واسعة.


(٢٤٩) قوله "في الحاجات" - ثابت في نسخة ط. ساقط من نسخ أ. ك. م
(٢٥٠) أ، ك، م: من العمل - ط: من العمر.