للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنزل سحنون إلى الناس، وقال: عبد سأل مولاه حاجة فقضاها له.

وقد ذكرنا رسالته إلى سحنون حين ولى القضاء.

قال المالكي: كان من أهل الزهد والاجتهاد، شهر بالإجابة، وكان سحنون يقصده كثيرًا، وقصده ابنه بعده، وغيره، وسنذكر خبره معه.

قال عبد الرحيم: لما أراد أسد الخروج إلى صقلية، قلت له: على من ترى أعتمد؟

فقال لي: إن أردت الله والدار الآخرة، فعليك بعلم مالك.

قال ابن حارث: ومناقبه كثيرة.

وذكر أنه كان بقرب قصره رجل له فرس، يطلقه في زرع المرابطين، فنهوه، فلم ينته ولا سأل، فأتوا إلى عبد الرحيم، فرفع عينيه إلي السماء وقال: اللهم اجعله آية للعالمين، واكف المسلمين شره.

فطارت عينا الفرس.

وكان سأل الله أن لا يبيت أحدًا في قصر زياد بالجوع، فكان ييسر الله لكل من احتاج فيه ما يأكله.

وحدث اللبيري عن بعضهم، أنه فنى زاده فيه، وأخذه الجوع، فقال: أين ما يذكر عن عبد الرحيم؟

فبينا هو كذلك، إذ دخل عليه صاحب له بطعام واسع.

فقلت: هذه دعوة عبد الرحيم.

وحكى سليمان بن سالم، عن محمد بن صباح، قال سرت أسيح على البحر، حتى صرت إلى قصر عبد الرحيم، فدخلت إليه قرب المساء، فلما رآني سلم على وأجلسني وهو يقول: الحمد لله الذي كنت أنت - يكرر ذلك -.

فقلت له: ما هذا؟