للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سعيد بن عثمان: محمد بن عبد الحكم ثقة فاضل عالم، رأيته بمصر يركب حمارًا قصيرًا حقيرًا منتوف الذنب، ويقول بنفسه: (الطريق الطريق) ويروح إلى الجمعة بقميص مرقوع بين كتفيه، ولو شاء لبس أرفع الثياب، وركب أفره الدواب، لسعة ماله - وذكر من فضله وتواضعه.

قال ابن أبي حاتم: هو صدوق ثقة.

وسئل النسائي عنه فقال: هو أظرف - أو أنظف من أن يكذب.

قال محمد بن فطيس الألبيري: لقيت في رحلتي نحو مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الحكم.

قال أبو عمر الصدفي: ورأيت أنا أهل مصر لا يعدلون به أحدًا، ويصفونه بالفضل والعلم والتواضع، ووجدت حلقته قائمة بجامع مصر، قد جلس فيها ابن رمضان (١٩٣).

وذكر الخطيب في تاريخ البغداديين، عن أخيه سعد بن عبد الله: كان الشافعي يأتى راكبًا إلى الباب، يعنى باب بني عبد الحكم، فيقول: ثم محمد؟

فيدعوه، فيذهب معه إلى منزله، فيقيل عنده.

قال أبو بكر بن خزيمة: وهم أربعة اخوة. فسماهم. قال: ولم ندرك نحن منهم إلا اثنين، يعني محمدًا وسعدًا.

قال: ومحمد أعظم من رأيت في مذهب مالك، وأحفظهم له، وسمعته يقول: كنت أتعجب ممن يقول فى المسائل: (لا أدرى). فأما الآثار فلم تكن بحفظه. وكان أعبدهم وأكثرهم اجتهادًا وصلابة، سعد.

وكان محمد من أصحاب الشافعي وممن يتعلم منه، وله تواليف كثيرة فى فنون العلم، والرد على المخالفين، كلها حسان ككتاب أحكام القرآن، وكتاب الوثائق والشروط، وكتاب مجالسه، أربعة، وكتاب الرد


(١٩٣) ا، ط: ابن رمضان - م: ابن مضر - ك: ابن رمضر.