ابنِ حَبَابَةَ. وهو من شُيُوْخِهِ. ويُراجَع المَوضِع الثَّالثُ هل هو المقصود؟!.
(فائدةٌ لَطِيْفَةٌ): قال ابنُ القَيْسَرَانِيِّ في الأنْسَابِ المُتَّفِقَةِ (٨٩): "وهو آخرُ من حَدَّثَ بكِتَابِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وكَانَ قد انْقَطَعَ من بَغْدَادَ، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ هِبَةَ اللهِ بنَ عَبْدِ الواِرِث الشِّيْرَازِيَّ (١) صاحِبَنَا ﵀-يَقُوْلُ: دَخَلْتُ بَغْدَادَ، وَسَمِعْتُ ما قَدِرْتُ عَلَيْهِ مِنَ المَشَايخِ، ثمَّ خَرَجْتُ أُرِيْدُ المَوْصِلَ فَدَخَلْتُ صَرِيْفيْنَ وبُتُّ في مَسْجِدِهَا، فَدَخَلَ أبو مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيني وأمَّ النَّاسَ فَتَقَدَّمْتُ إليه وقُلْتُ له: سَمِعْتَ شَيْئًا مِنَ الحَدِيْثِ؟ فَقَالَ: كَانَ أَبِي يَحْمِلُنِي إِلَى أِبي حَفْصٍ الكَتَّانيِّ وابنِ حَبَابَةَ وغَيْرِهِمَا وعِنْدِي أَجْزَاءٌ، قُلْتُ: أَخْرِجْهَا إِلَيَّ حتَّى أنظرَ فيها، فأخْرَجَ إليَّ حُزْمَةً فيها كِتَابُ عَلِيِّ بن الجَعْد بالتَّمَام مَعَ غَيْرِه من الأجْزَاءِ، فَقَرَأْتُهُ عليه، ثُمَّ كَتَبْتُ إِلَى أهلِ بَغْدَادَ فَرَحَلُوا إِليه، وَأَحْضَرَهُ الكُبَرَاءُ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، وسَمِعْتُ الكِتَابَ لَمَّا أَحْضَرَهُ القَاضِي أبُوعَبْدِ الله الدَّامِغَانِيُّ ليُسْمِعَ أوْلَادَهُ منه، فَكُلُّ مَنْ سَمِعَهُ من الصَّرِيْفِيْنِيِّ فَالمِنَّةُ لأبي القَاسِمِ الشِّيْرَازِيِّ ﵀ فقد كانَ من هذَا الشَّأْن بِمَكَانٍ".
يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمن بنُ سُلَيْمَان العُثَيْميْن- عَفَا اللهُ عَنْهُ-: في هَذِه الحِكَايَةِ من الأمَانَةِ ونِسْبَةِ الفَضْلِ إلى أَهْلِهِ،
(١) من كبار المحدثين، وصفه الحافظُ الذَّهَبِيُّ بأنَّه من ثقات المحدِّثين خَرَّج أحاديث كثيرة، وصَنَّف "تاريخ شيراز" ومات بمرو سنة (٤٨٥ هـ).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute