للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَالآنَ أَلْقَى النَّاسَ مُعْتَذِرًا … مِنْ أَنْ أَعِيْشَ وأَنْتُمُ غِيَبُ

قَالَ: ولا هَذَا، قُلْتُ: ولَا قَوْلُ خَالِدٍ الكَاتِبِ (١):

رُوْحَانِ لِيْ رُوْحٌ تَضَمَّنَهَا … جَسَد وَأُخْرَى حَازَهَا بَلَدُ

وأَظُنُّ شَاهِدَتِيْ كَغَائِبَتِي … بِمَكَانِهَا تَجِدُ الَّذِيْ أَجِدُ

قَالَ: ولَا هَذَا، قُلْتُ: أَنْتَ إِذَا هَوَيْتَ الشَّيْءَ مِلْتَ إِلَيْه، ولَمْ تَعْدِلْ إلى غَيْرِهِ، قَالَ: لَا، ولكِنَّهُ الحَقُّ، فأَتَيْتُ ثَعْلَبًا فأخبَرتُهُ، فَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَلَا أَنْشَدْتَهٌ:

غَابُوا فَصَارَ الجِسْمُ مِن بَعْدِهِمْ … مَا تَنْظُرُ العَيْنُ لَهُ فَيًّا

بأَيِّ وَجْهِ أتلَقَّاهُمُ … إِذَا رَأَوْني بَعْدَهُمْ حَيًّا

يَا خَجْلَتِي مِنهُمْ وَمِنْ قَوْلهِمْ … مَا ضَرَّكَ الفَقْدُ لنَا شَيْئًا

قَالَ: فَأَتَيْتُ إِبْرَاهيمَ الحَرْبِيَّ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَلَا أَنْشَدْتَهُ (٢):

يَا حَيَائِي مِمَّنْ أُحِبُّ إِذَا مَا … قَالَ بَعْدَ الفِرَاقِ إِنِّى حَيِيْتُ

لَوْ صَدَقْتَ الهَوَى حَبِيْبًا (٣) على الصِّحَّـ … ـةِ لَمَّا نَأَى لَكُنْتَ تَمُوْتُ


(١) خالدُ الكاتبُ هذا شاعرٌ تَمِيْميٌّ، خُراسَانيُّ المَوْطنِ، يُكنى أبا الهيثم توفي سنة (٢٦٢ هـ) تقريبًا. وله أخبارٌ وأشعارٌ تجدها في الأغاني (٢٠/ ٢٧٤)، وتاريخ بغداد (٨/ ٣٠٨)، وله ديوان شعر حافلٍ نشره الدُّكتورُ يُونس السَّامرَّائِيُّ سنة (١٩٨٠ م) في بغداد. والأبيات في ملحقات الدِّيوان (٥٠٢)، ومعهما بيتان آخران، وهما في مصارع العُشَّاق (٤٠٢)، ومعجم الأدباء (١/ ١٢٢) …
(٢) في (ط): " أشدتهم".
(٣) ساقط من (ط).