كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت العثيمين

إلى (١) عَبْدِ الله بن (١) أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقَامَ إِلَيه عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: تَقُوْمُ إِليَّ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لِمَ لَا أَقُوْمُ؟ واللهِ لَوْ رَآكَ أَبِي لَقَامَ إِلَيْكَ، فَقَالَ الحَرْبيُّ: والله لَوْ رَأَى ابنُ عُيَيْنَةَ أَبَاكَ لَقَامَ إِلَيْهِ.

وَقَالَ محمَّدُ بنُ صالحٍ القاضِي (٢): لا نَعْلَمُ أَنَّ بَغْدَادَ أَخرجَتْ مثلَ إِبراهيمَ الحَرْبِيِّ في الأدَبِ والحَدِيْثِ، والفِقْهِ، والزُّهْدِ.

(١) ساقط من (ط) والخبر في "تاريغ بغداد" أيضًا. وسَعِيْدُ بنُ الإمَام أحْمَد ذكره المؤلِّف في تَرْجَمَةِ وَالِدَتِهِ حُسْنَ. ويَظْهرُ أنَّه لم يَشْتَهِرْ بعِلْم، وكذلك أخواه الحَسَنُ ومُحَمَّدٌ وهم أشقَّاء.
(٢) لا أعرفُ مُحَمَّدَ بنَ صَالحٍ القَاضيَ، إلَّا أن يكونَ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحٍ بنِ جَعْفَرِ الرَّازيَّ المَذْكُوْرَ في "تاريغ بغداد" (٥/ ٣٦٥)، قال: "كَتبتُ عنه، وكانَ صَدُوقًا .. " وذكر وَفَاتَهُ سَنَةَ (٤١٥ هـ)؟! فالله أعلمُ. والخبرُ في "تاريغ بغداد" بسنده وفيه: "إبراهيم بن إسحق الحربي" وفيه أيضًا: "الفقه والحديث". وذكر الحافظُ الخَطِيْبُ في "تاريخه" خَبَرًا في الثَّنَاءِ على الحَرْبِي لم يَذْكُره المُؤَلِّفُ وقد تَرَكَ المُؤَلِّفُ -عفا الله عنه- أخبارًا كثيرةً، ونَقَلْتُ هذا لأهمِّيته؛ لأنَّه عن ثِقَاتٍ؛ قال: "حدَّثني عَبدُ العزيز بنُ طَاهرِ الصُّوْفِيُّ، حدَّثني عبدُ الوهَّابِ ابن جعفرٍ المَيْدَانِيُّ، حدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بن أحمد بن زبَرٍ، حدَّثنِيْ أَبي قالَ: قال لي أبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بن فَهْيم -وذُكِرَ إبراهيمُ الحَرْبِيُّ- والله يا أَبَا محمَّدِ لا تَرَى عَيْنَاكَ مثلَ أَبي إسْحَق أيامَ الدُّنْيَا، ولَقَدْ رأَيتُ وجَالَسْتُ النَّاسَ من صُنُوفِ أهلِ العِلْمِ والحِذْقِ بكلِّ فَنٍّ منه فما رأيتُ رَجُلًا أكملَ في ذلك كُلِّه من أبي إسحقَ ﵀".
أقولُ- وعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: أَمَّا ابنُ زَبْرٍ وأبوه فهما مَشهوران، وهو صاحبُ الوَفَيَاتِ المَطْبُوع المَنْسُوب إليه (وَفَيَات ابن زَبْرٍ) ويُعرفُ أيضًا بـ "تاريخ مواليد العلماء ووفياتهم" يُعَدُّ في تَوَاريخ أهل مصرَ. توفي ابنُ زبرٍ سنة (٣٧٩ هـ)، وتُوفي والده سنة (٣٢٩ هـ).
وأَمَّا ابنُ فَهْمٍ الحُسَين بن محمد بن عبد الرَّحمن (ت ٢٨٩ هـ) فذكره الحَافِظُ الخَطِيْبُ في "تاريخ بغداد" (٨/ ٩٢) وغيره، وله ذكرٌ حافلٌ، ومعرفة واسعةٌ لأصنافِ الأخْبَارِ، والنَّسَبِ، والشَّعْرِ، والمَعْرِفَةِ بالرِّجَالِ، صَحِبَ يَحْيَىَ بنَ مَعِيْنٍ وغيره.